Page 34 - web
P. 34

‫محطات عربية‬

‫إستراتيجية الأجهزة الأمنية العراقية لمكافحة الجريمة العابرة للحدود‬

‫جهود كبيرة في مسار تعزيز السلم الإقليمي‬
                ‫والمجتمعي للبلاد‬

‫العالميين‪ ،‬وذلك للتأثيرات المباشرة على هذا الاستقرار وما تقوم‬                                              ‫شعبة اتصال بغداد‬
‫به العصابات الإجرامية من جرائم تقويض الجهود التي تبذلها‬
                                                               ‫تعرف الجريمة العابرة للحدود كما وصفها المعنيون بأنها‬
         ‫أجهزة الدول المعنية بحفظ الأمن في البلدان كافة‪.‬‬       ‫«تلك الجماعات من الأفراد الذين يعملون عبر الحدود الوطنية‬
‫واتخذت الجريمة العابرة للحدود أشكاًاًل متعددة‪ ،‬فمن تجارة‬       ‫بغرض الحصول على السلطة والنفوذ والمكاسب المالية أو‬
‫المخدرات إلى تجارة الأعضاء البشرية والأسلحة وجرائم الأمن‬       ‫التجارية كليًًا أو جزئيًًا بوسائل غير قانونية مع حماية أنشطتهم‬
‫السيبراني‪ ،‬وساعد على انتشار هذه الجرائم التحولات الرقمية‬
‫المتسارعة في العالم مع تطور وسائط النقل وتعددها‪ ،‬وكل‬                                  ‫من خلال نمط من الفساد أو العنف»‪.‬‬
‫ذلك ألقى بظلاله على القوات الأمنية المعنية بالمكافحة التي‬      ‫باتت الجريمة العابرة للحدود واحدة من أبرز التحديات التي‬
‫يتطلب منها مضاعفة الجهود وتعزيز القدرات بما يمكنها من‬          ‫تواجه دول العالم في إطار الحرص على تعزيز الاستقرار والسلم‬
‫التصدي لهذه الجريمة التي اتسمت بالعالمية ليس هذا فقط‪،‬‬
‫بل ترتبط أسس المعالجة بماديات الاتفاقيات الثنائية والجماعية‬
‫بين دول الجوار الإقليمي أو عامة الدول من أجل وضع إستراتيجية‬
‫ناجحة تتصدى لهذه الجريمة وتوقف تدخلاتها السلبية الكبيرة‬

               ‫على زعزعة أمن الشعوب في كل أنحاء العالم‪.‬‬
‫وفي حديثنا عن الأسباب العامة لانتشار الجريمة العابرة‬
‫للوطنية‪ ،‬فهي متعددة‪ ،‬لعل أبرزها هو ضعف سيادة القانون‬
‫في بعض بلدان العالم الذي يؤدي إلى انتشار عصابات الجريمة‬
‫العابرة للوطنية فيها بسبب ضعف الرادع العقابي‪ ،‬كذلك يعتبر‬
‫عامل الفقر والحرمان من العوامل الرئيسة لانتشار هذا النوع من‬
‫الجرائم‪ ،‬حيث يدفع الفقر الأشخاص إلى محاولة إيجاد ملاذات‬
‫إجرامية أمنية توفر لهم المال والحماية حتى لو بطرق غير‬
‫قانونية ناهيك عن تطور الوسائل التكنولوجية التي أسهمت إلى‬
‫حد كبير في تغيير الفكر الإجرامي‪ ،‬إلى مسارات أخرى من الجريمة‬
‫الجديدة ومنها العابرة للوطنية بحيث أصبح العالم «شاشة‬
‫صغيرة» يمكن الوصول إلى أي جزء فيه بسلاسة وسهولة‬

                                                  ‫مطلقة‪.‬‬
‫وللجريمة العابرة للحدود تداعيات سلبية كبيرة على البلدان‬
‫ليس في المجال الأمني فحسب‪ ،‬بل في مجالات أخرى كثيرة‬
‫منها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الأمر الذي يتطلب‬
‫حلوًاًل عاجلة لمعالجة هذه الجريمة‪ ،‬وأبرز هذه الحلول يأتي‬
‫بتعزيز التعاون الدولي بين دول العالم كافة التي يجب عليها أن‬

                                                                                                                               ‫‪34‬‬
   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39